إيه هو المسرح

يعتبر معظم الناس المسرح مكانا يذهب اليه المتفرجون للتسلية أو المتعة أو للفرجة أو للاثارة أو للتحرك عاطفيا عن طريق مسرحية يمثلها الممثلون على منصة المسرح . غير ان من يعملون في هذا المجال ، ينظرون الى كلمة المسرح بمعنى أوسع (( فالمسرح )) بالنسبة لهم يضم جميع العناصر التي تتضافر معا للوصول الى ( تجربة مسرحية ) أو بمعنى آخر ، يمثل (المسرح) صورة فنية ، وكسائر الصور الفنية ، هو وسيلة اتصال بين الفنان والمتفرجين .
ووسائل اتصال المسرح بالجمهور اكثر اتساعا من وسائل اية صورة اخرى من صور الفن.
والواقع ان المسرح هو المكان الذي تلتقي فيه جميع الفنون : الادب ، التصوير ، المعمار,, الموسيقى ، والرقص . ولكن كلا من هذه يستخدم في اطار حدود معينة ، وبعضها يلتزم
به المسرح اكثر من البعض الاخر ، وبينما يحاول الكاتب الروائي ان ينقل افكاره وانطباعاته
فيروي القصة عن طريق الالفاظ في صفحة مطبوعة ، ويجتهد المصور في ان يعبر عن فكرته عن عالم المجسمات بدراسة الخطوط والالوان فوق قطعة من القماش ذات بعدين ( طول وعرض ) فإن للفنان طرقه الفريدة .

يجب ان يكون الهدف من اي عرض مسرحي ، هو احداث تأثير كلي واحد ، موحد ومرغوب
على المتفرجين ، وللحصول على هذا التأثير . ينبغي للفنان المسرحي ان يتحايل على حل مشكلة المنصة . التي عادة ما تكون محدودة المساحة جدا . وغير متغيرة الموضع ، التي تتمثل في خطوط بصرية رديئة ، ومعدات ضعيفة وادوات اضاءة غير مناسبة ووسائل غير كافية من وسائل تسهيل العمل الاخرى ، زيادة على ذلك ، عليه ان يصلح من نقائص ممثليه وافتقار مصمميه الى الخيال ، والغموض البالغ في نوايا المؤلف المسرحي ، واخيرا ، فهو محدود ومقيد جدا بالميول والاذواق الجارية ، ومدى انتباه جمهوره ، وفترة الوقت التي يريدون البقاء خلالها ساكنين مصغين .

تقاس مقدرة الفنان بالمدى الذي يستطيع فيه ان يتخطى قيود ظروفه ويحصل على الاثر الذي يهدف الى الحصول عليه . يستطيع رسام عظيم مثل رمبراندت فان ريجن ان يمثل منظر شتاء هولندي ببضع ضربات من قلم رصاص على قرطاس ، وبوسع مصور بالالوان المائية مثل وينسلو هومر ان يصور البحر الكاريبي ببضع ضربات سريعة من فرشاته ، وفي مقدور كاتب ماهر من درجة ليو تولستوي ان ينتج صورة مفصلة دقيقة وكاملة للأمة الروسية كلها لعام 1812 في 1000 صفحة مطبوعة ، اذن يجب على الفنان المسرحي ان يصل الى نفس الدرجة من الكفاءة والقدرة ،و يخضع للتقدير بمعيار مقارن .

وللحديث بقية ...............