أدوات المخرج ووظيفته
الأصل فى وظيفة المخرج أنه هو المبدع الكلى للعمل الدرامى أى المؤلف والممثل ومصمم الإطار المادى للعرض ( السينوجرافيا ) بما فيه من ماده وديكور وأقنعة .....ألخ , فقد كان هذا هو الوضع الطبيعى فى المسرح الإغريقى القديم وهكذا كان كبار المسرحيين أمثال شكسبير وموليير . وكلنا يعرف مدى التأثير الذى أحدثه ظهور هذه الحركات الفنية الجديدة فى المسرح العربى . قد تطورت وظيفة الإخراج من مجرد وضع ( الميزانسين ) أى الحركة المسرحية , إلى أن أصبحت التعبير بالميزانسين عن منطق وأفعال الشخصيات كذلك عن طريق فهم النص المسرحى وتحويله من حياة مثاليه إلى حياه ماديه على خشبة المسرح . المرحلة الأولى فى عمل المخرج لايمكن تتم إلا فى علاقة وثيقة بالنص , فعليه أولا تحديد طبيعة ونوع العمل الفنى الذى ينوى إخراجه ثم عليه أن يحدد مغزاه من خلال فهم موضوعه وعلاقته بالنسبة للمكان والزمان الذى سيعرضه فيهما مقارنة مع المكان والزمان الذى يقوم بينهما النص . ثم يأتى دور العمل المشترك مع مجموعة التنفيذ ومع مصمم الديكور والملابس ثم إيداع خطة تشكيلية مناسبة للقيم الجمالية والدرامية التى يريد المخرج طرحها فى العرض انطلاقا من نص المؤلف كذلك أيضا مع المؤلف الموسيقى لوضع الألحان والمؤثرات الموسيقية المناسبة , ومن ثم يبقى فالعمل الأساسى الثانى للمخرج هو عمله مع الممثل فلذلك لابد أن يكونه المخرج متفهما للنفس الانسانيه وتركيبها عند الممثل وعمل المخرج مع الممثل يبدأ من الاختيار والتوزيع المناسب للأدوار ثم فى عملية التدريب والإعداد التى تسير وفقا للطريقة أو الأسلوب الذى اختاره المخرج لتقديم عرضه . فالمفهوم العلمى لعملية الإخراج يقوم على أساس أنها عملية مزدوجة فالمخرج هو أولا معلم تمثيل يمتلك رؤية خاصة فى هذا الفن ومن ناحية أخرى فهو فنان مصور صاحب رؤية فنيه تشكيلية متكاملة علاوة على مهاراته الخاصة فى إدارة العمل وتنظيم الحسابات الإنتاجية والإدارية . ومن هنا فالمخرج ليس مجرد مدير أو منظم لعمل الممثلين ولا هو مجرد ناقل لكلام المؤلف وملاحظاته الواردة فى النص المكتوب .
مأخوزه من محاضرة
د / نبيله حسن