الملك"لير" يعيد أمجاد المسرح القومى

الملك لير أكد أن الفن الجيد ينبع دائما من مسرح الدولة

يحيى الفخرانى ملك على خشبة المسرح

يبدو أن انتفاضة المسرح المصرى قد بدأت فبعد عدة عروض جيدة أخرها رائعة أسامة أنور عكاشة والناس اللى فى التالت، جاءت تحفة شكسبير والملك لير لتنير المسرح المصرى بعد أكثر من 400 عام وشكسبير أحد الغواصين فى النفس البشرية وتجسيد شخصياته بأبعادها شئ صعب لا يقدر عليه سوى ممثلون يعون جيداً قيمة النص الموضجود بين أيديهم وهذا ما كان من فريق العمل كله بمسرحية "الملك لير" فيحيى الفخرانى كانت أخر تجربة مسرحية له "البهلوان" وكانت على مسرح الدولة وقد أداها بمرونة ويسر وخفة مبهرة مما جعلنى أشك أنه هو نفس الشخص وهو ويؤدى شخصية "الملك لير" العجوز المنحنى الظهر وذلك أن دل فإنما يدل على فنان واع جيد بأبعاد الشخصية النفسية .. والمسرحية تحكى عن الملك لير الذى يعشق بناته فيقرر أنه يقسم عليه كل ملك إلا ابنته الصغيرة وبعد ذلك ينقلب بناته عليه ويريدون عزله وقتله فيهرب منهم عن طريق اتباعه المخلصين ويتعرض الملك لير للتآمر والخيانة والحب أيضاً وبعد صراع طويل ينقذه زوج أحد بناته ولكن بعد أن تقتل ابنته الصغرى ويحملها ويبكى حزنا عليها حتى الموت، ويرقد جسده بجوار أبنته الصغرى على خشبه المسرح.

والمسرحية هى تجسيد رائع لعقوق الأبناء تجاه آبائهم والمسرحية رغم أنها كتبت منذ عدة قرون إلا أنها ترمى بظلالها حول بعض حالات الواقع الاجتماعى الذى نعيشه وهو عقوق الأبناء للوالدين .. أما عن الشخصية فيحيى الفخرانى أثبت أنه ممثل متجدد دائما مما يضعه فى مصاف الفنانين المبدعين فى وطننا .. أما سوسن بدر وسلوى محمد على فقد أجادتا بروعة أدائهما شخصيتى البنتين العائقتين لأبيهما والذين يدبرون له المكائد لعزله من ملكه أما إلهام عبد الغفور فقد استأثرت بقلوب المشاهدين لأدائها دور البنت المحبة لأباها حتى الموت بإحساس غاية الرقية مما جعلها تنال تحية المشاهدين من وقت لأخر أما عن أحمد سلامة فكان دوره وأداؤه مفاجأة للجميع حيث كان يلعب دور الخائن إيدمون وكان رائعا تجسده للخيانة والتآمر وأثبت أنه ممثل متمكن من أدواته جيدا وأشرف عبد الغفور لم يكن جديدا عليه التألق حيث أدى شخصية صديق الملك المخلص له باللغة العربية السهلة السلسلة له - أما عن لطفى لبيب فقد ظلم بدور المهرج ولكنه كان يخرج المشاهدين من شدة وطأة العرض بكلماته التى كان يلقيها لأحمد فؤاد نجم والذى وضعها المخرج لتقوم بعملية ربط بين المشاهد، أما الاخراج فقد كان على مستوى العرض والممثلين والنص بل أضافة حركة الممثلين بحسن الانتشار جعلت من المسرح خلية نحل دائمة العمل والديكور برغم بساطته إلا أنه تشعر بأنك أمام ديكور عال التقنية وقد أجاد سمير زكى مهندس الديكور "البروجيكتور" على شاشة العرض السينمائى التى تتوسط المسرح .. وأكثر وأجمل ممن كل هذا أن الجمهور أصبح أكثر وعيا من ذى قبل حيث الإقبال الرائع على العرض بالرغم من أنه باللغة العربية الفصحى إلا أن الإقبال ذكرنى بمسرح الستينات - ليت القائمين على شئون المسرح فى وطننا يكملون الطريق مثلما بدأ وترى أعمالاً وروائع أخرى تعيد للمسرح المصرى زعامته العربية .. وأخير الملك لير وسام على مسرح الدولة.


جريدة الانباء العالميه